الاهتمام بصحة العيون لدى أفراد العائلة: لنجعل صحة العيون أولويتنا في 2019 استشاريين من مستشفى مورفيلدز دبي يشاركون أبرز خمس نصائح لتعزيز صحة العيون

20 يناير 2019 (دبي، الإمارات العربية المتحدة): يولي الكثيرون منا أهمية كبيرة للصحة والعافية في بداية العام الجديد، ولكن لعلنا لا نعطي نفس الأهمية دائمًا لصحة العيون. إلا أن خيارات وعادات أسلوب حياتنا تؤثر على صحة الجسم بشكل عام، بما في ذلك العيون. وتزيد احتمالية الإصابة بمشاكل العيون لدى أفراد العائلة الصغار وكبار السن بشكل خاص، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري وما يرافقه من مضاعفات صحية قد تكون خطيرة.
ومن هنا لابد من التركيز على اختيار أسلوب حياة صحي للمحافظة على صحة العيون – وذلك يتضمن ممارسة التمارين الرياضية والتغذية السليمة والوقاية من أشعة الشمس وإجراء الفحوصات الدورية (خاصة بالنسبة للأفراد الأكبر والأصغر سنًا في العائلة). فيما يلي أهم خمس نصائح جمعها لكم خبراء ومستشارو طب العيون لدى مستشفى مورفيلدز دبي للعيون للحفاظ على صحة العيون في 2019.
1.التوقف عن التدخين
وهذا أحد القرارات المفضلة والشائعة للتغيير في العام الجديد لدى الكثير من الناس، وهو أيضًا من القرارات المهمة لصحة العيون – فالتدخين أحد أكثر العادات ضررًا للعيون.
بحسب المعهد الملكي الوطني للمكفوفين، فإن التدخين يسبب الضرر لنسيج العين. وقد أكّدت الدراسات التأثيرات الضارة للتدخين على قدرة الإبصار، وخاصة دورها في الإصابة بمشكلة التنكس البقعي المرتبط بتقدم السن (AMD) – والذي يعتبر أحد أبرز أسباب فقدان البصر. حيث ترتفع احتمالية الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بتقدم السن إلى الضعف لدى المدخنين، كما تكون إصابتهم بالمرض بعمر أقل من غير المدخنين. ويرتبط التدخين بزيادة نسبة الإصابة بإعتام عدسة العين (الكتاراكت)، كما يزيد من تفاقم مشاكل النظر المرتبطة بالسكري. ومن جهة أخرى فإن التأثر الضار للتدخين السلبي تماثل تلك الناتجة عن التدخين.

  1. الخيارات الصحية لأسلوب الحياة

يساهم نظام الحياة الصحي، الذي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، في حماية صحة الجسم بشكل عام، كما يساهم في الوقاية من السكري وغيره من الأمراض، وهي عوامل قد تضر بالبصر. وينصح باتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات، بما في ذلك الفاكهة الحمضية والخضروات الخضراء، مع التركيز بشكل خاص على العناصر الغذائية مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية واللوتين والزنك وفيتامينات “ج” و”هـ”، لما لهذه العناصر من تأثير إيجابي على صحة العيون كما قد يساهم في الوقاية من مشاكل النظر المرتبطة بتقدم السن مثل التنكس البقعي، وتظهر الدراسات أن اتباع نظام غذائي صحي يساهم في تأخير الإصابة بإعتام عدسة العين. ينصح بالمحافظة على ترطيب الجسم وشرب نحو لترين أو أكثر من الماء يوميًا، بحسب مستوى النشاط الجسدي. كما يجب الانتباه إلى أن مكيفات الهواء تسبب الجفاف، كما أن اجتماع جفاف الجسم والتعرض للتكييف يؤدي إلى جفاف العيون أو تفاقم الحالة إن وجدت.

  1. إجراء فحوصات أمراض العيون المرتبطة بالسكري

بالنسبة للأشخاص الذين تتطلب حالتهم عناية خاصة بالعيون – مثل المصابين بالسكري على سبيل المثال – فإن من الضروري إجراء فحوصات دورية ومتكررة للعيون نظرًا لارتفاع مخاطر الإصابة بمضاعفات العيون الخطيرة. وقد لا يعاني الكثيرون من مرضى السكري من أية أعراض واضحة لمشاكل النظر إلا عند وصول المرض إلى حالة متقدمة، ومن هنا تأتي أهمية الفحص ولهذا فإننا ننصح أفراد المجتمع بمتابعة إجراء فحوصات دورية لعيونهم. ويجب إجراء فحص مرة في السنة كحد أدنى، وينصح بإجرائه أكثر من مرة سنويًا.

  1. الحماية الفعّالة للعيون في الأماكن المغلقة والمفتوحة

الحماية من الشمس: تبرز أهمية حماسة العيون وارتداء نظارات شمسية ذات جودة عالية وعدسات مستقطبة وقبعة ذات حافة كإجراء وقائي في الأجواء الحارة والمغبرة كما هو الحال في دولة الإمارات.
الشاشات: في حال كنتم تقضون وقتًا طويلًا في استخدام شاشات الكمبيوتر و غيره من الأجهزة الإلكترونية أو في القراءة، ينصح بأخذ استراحة كل 20-30 دقيقة لتخفيف إرهاق العين وجفافها.

  1. الفحوصات الدورية لجميع أفراد العائلة

فحوصات النظر للأطفال: يمكن تصحيح غالبية مشاكل ضعف النظر لدى الأطفال بسهولة في حال اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب، وذلك منذ الولادة وحتى عمر 7 سنوات تقريبًا، مما يعني ضرورة إجراء فحوصات دورية للعيون (كل سنة) خلال هذه الفترة. كما يجب أن يجري البالغون الأصحاء فحصًا دوريًا للعيون مرة كل سنتين. وكلما تقدم السن كلما احتاجت العيون رعاية أكبر، حيث ترتفع مخاطر الإصابة باضطرابات البصر مع تقدم السن وفوق عمر 40 سنة، وننصح بإجراء فحص دوري.
وتقول د. لويزا ساستري، أخصائية طب العيون و علاج الشبكية في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون: “عادةً ما نظن أننا نتمتع ببصر جيد طالما لم تظهر أية أعراض، ولا نقلق إلا عند ظهور مشكلة ما. إلا أن الكشف المبكر عن أي مشاكل محتملة أفضل من الانتظار حتى تفاقم الحالة. لذا فإننا نشدد على أهمية الفحص الدوري وخاصة لدى الأطفال والأشخاص المصابين بالسكري، والذين يواجهون احتمالية أكبر للإصابة بمشاكل في النظر. ونحن نأمل أن تساهم هذه النصائح في توعية أفراد المجتمع وتمتعهم ببصر أفضل خلال عام 2019”.
يذكر أن مستشفى مورفيلدز دبي يوفر حاليًا أسعارًا مخفّضة لجراحات الليزك، والتي يوظف فيها تقنيات متطورة على يد استشاريين خبراء ومتخصصين في مجالات جراحة إعتام عدسة العين والقرنية وتصحيح البصر بالليزر. لمزيد من التفاصيل ولحجز المواعيد يرجى زيارة الموقع الإلكتروني https://www.moorfields.ae/–dubai/lasik/.

أهمية التغذية السليمة لصحة العيون

مدونة هذا الأسبوع حول أهمية التغذية السليمة لصحة العيون تشاركها د. لويزا ساستري، أخصائية طب العيون وعلاج الشبكية
عند تشخيص حالة مثل التنكس البقعي أو اعتلال الشبكية المرتبط بمرض السكري، فإن الكثير من المرضى يوجهون لي هذا السؤال: “هل هناك ما يمكننا فعله، بالإضافة إلى العلاج التقليدي، لوقف تفاقم المشكلة أو تجنب إصابة العين الأخرى بها؟”
كما أنني أتلقى وبشكل متكرر أسئلة مثل: “لقد سمعنا أن توت غوجي يحتوي على كميات كبيرة من مادة الزياكسانثين المفيدة للبقعة العينية، هل تنصحين بتناول هذه الفاكهة؟”
تعتبر مشكلة التنكس البقعي المسبب الرئيسي للإصابة بالعمى لدى الرجال والنساء فوق عمر 60 عامًا، في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ومن المؤسف (وإن لم يكن من المستغرب) أن اعتلال الشبكية المرتبط بمرض السكري هو المسبب الرئيسي لفقدان البصر لدى سكان دول منطقة الخليج. لذا فإننا نرحب بأي إضافة أو تطوير للنهج التقليدي، العلاجي والجراحي، المتبع في هذه الحالات سعيًا لتقليل نسب الإصابة.
وعلى الرغم من اللبس فيما يختص بالعلاقة بين التغذية ونمط الحياة وصحة العيون (وهو مجال يتطلب مزيدًا من الأبحاث النوعية) فإن هناك أدلة مقنعة تساهم في توجيه مسارنا وخياراتنا فيما يتعلق بأسلوب الحياة المتبع.
يعتبر التقدم في السن العامل الأساسي الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالتنكس البقعي (ولهذا السبب فإن الاسم الكامل للمرض هو “التنكس البقعي المرتبط بتقدم السن – AMD”). إلا أن الدراسات أظهرت أن اتباع نظام غذائي صحي قد يلعب دورًا هامًا في مسار تطور المرض، وخاصة بالنسبة للمرضى الذين يملكون استعدادًا وراثيًا للإصابة. كما أن هناك أدلة على أهمية عناصر غذائية بعينها ودورها في حماية الجسم من المواد الضارة والتي يطلق عليها اسم عوامل الأكسدة. هذه العناصر الغذائية المفيدة تسمى مضادات الأكسدة. وفيما يلي الفيتامينات مضادات الأكسدة التي تلعب دورًا في تعزيز صحة الشبكية:

  • الكاروتينات (لوتين وزياكسانثين): وتعمل كواقٍ طبيعي من الشمس لحماية البقعة العينية (وهي المنطقة التي تتوسط الشبكية) حيث تمتص أشعة الشمس ذات الطول الموجي الأزرق. هذه العناصر هي عبارة عن صبغات موجودة في بعض الثمار صفراء اللون (يوجد الزياكسانثين في البرتقال والذرة الحلوة والفلفل البرتقالي، بينما يوجد اللوتين في أوراق الكيل وفي الفلفل الأحمر والسبانخ والخس). ويجب أن يتضمن النظام الغذائي الأطعمة الغنية بهذه الفيتامينات المضادة لعوامل الأكسدة، حيث أنها عناصر لا ينتجها الجسم بشكل طبيعي. وعند تناول هذه الأطعمة فيجب طهيها لفترات قصيرة حيث أن الإفراط في طهيها قد يتلف الصبغات المفيدة فيها. كما يتواجد الزياكسانثين في البيض ويعتقد أن الجسم يمتصه بشكل أفضل نتيجة الدهون التي يحتوي عليها البيض.
  • فيتامينات (ج، هـ): العديد من العناصر الغذائية المذكورة أعلاه غنية أيضًا بفيتامينات “ج” و”هـ”. يعتبر فيتامين “ج” أحد مضادات الأكسدة الفعالة ولا يقتصر تواجده على الحمضيات بل يوجد أيضًا في الفراولة وكرنب بروكسيل، والتي تعتبر بالإضافة إلى الغريب فروت أحد أهم مصادر فيتامين “ج”. ويوجد فيتامين “هـ” في البذور والمكسرات وفي زيت جنين القمح.

ومن العناصر الغذائية الأخرى الهامة لصحة البقعة العينية:

  • الأحماض الدهنية أوميغا 3 (DHA وEPA): لهذه العناصر تأثير فعال مضاد للالتهابات، وهو ما يساعد في حماية القلب والدماغ، وكذلك الشبكية. يوصى بتناول ما لا يقل عن حصتين من أسماك المياه الباردة في الأسبوع. ومن أهم مصادر الأوميغا 3 أسماك السلمون والسردين والرنجة، كما تعتبر أسماك الهلبوت والتونا مصادر جيدة أيضًا.
  • المعادن مثل الزنك (الموجود في المحار ولحوم البقر والديك الرومي والعجل والضأن) والنحاس (الموجود في اللحوم العضوية والمكسرات والبذور والشوكولاتة والمحار)، وهي عناصر أساسية لعدد من الوظائف البيوكيميائية الهامة في الجسم وتلعب دورًا في الحفاظ على صحة الشبكية.

وتشير العديد من الدراسات (دراسات أمراض العيون المرتبطة بتقدم السن AREDS1 وAREDS2) إلى أن مكملات غذائية معينة يمكنها إبطاء تقدم التنكس البقعي المرتبط بتقدم السن بنسبة تقارب 25%. وقد يوصي أطباء العيون بتناول هذه المكملات الغذائية في حال تشخيص الإصابة بالتنكس البقعي الجاف المرتبط بتقدم السن المرافق لترسبات متوسطة أو كبيرة الحجم، أو التنكس البقعي الرطب المرتبط بتقدم السن. إلا أن من المتفق عليه بشكل عام أن اتباع نظام غذائي صحي يتضمن خمس حصص على الأقل من الفواكه والخضروات يوميًا قد يغني المريض عن تناول المكملات الغذائية.
وأود أن أركز على ثلاث نقاط هامة في هذا الشأن:
أولًا، أن المكملات الغذائية أيًّا كانت لن “تشفي” مشكلة التنكس البقعي. فالمكملات هي مجرد إضافة للعلاج الأساسي، والذي يتمثل بحقن أدوية معينة في العين في حال الإصابة بالتنكس البقعي الرطب المرتبط بتقدم السن.
ثانيًا، أنه لا ينبغي تناول المكملات الغذائية كبديل عن اتباع نظام غذائي صحي متنوع.
ثالثًا، أن تناول مكملات فيتامينات “ج” و”هـ” مضادات الأكسدة أو بيتا-كاروتين (فيتامين أ) لن يمنع الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بتقدم السن لدى الأشخاص الذين لا تظهر لديهم أعراض المرض. كما لا يوجد دليل على فوائد المكملات الغذائية الأخرى مثل اللوتين والزياكسانثين.
وفيما يلي بعض التدابير التي ينصح باتباعها في حال الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بتقدم السن:

  • الامتناع عن التدخين: يزيد التدخين من إنتاج الجذور الحرة (العوامل المؤكسدة)، لذا فإن الأشخاص المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالسن بمقدار 4 أضعاف مقارنة بغير المدخنين، بغض النظر عن الاستعداد الوراثي. وفي حال كنتم من المدخنين وتوقفتم مؤخرًا عن التدخين، فلا ينبغي تناول المكملات الغذائية المحتوية على البيتا كاروتين (فيتامين أ)، فهذه المكملات ترتبط بارتفاع نسب الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين. لا تحتوي أي من المكملات الغذائية الحديثة (بناء على أحدث دراسة حول أمراض العيون المرتبطة بتقدم السن AREDS2) على فيتامين أ.
  • ارتداء النظارات الشمسية: لا بد من حماية العيون من التعرض للأشعة فوق البنفسجية تمامًا كما نحتاج لحماية بشرتنا. فالتعرض للأشعة فوق البنفسجية قد يؤدي إلى تلف القرنية والشبكية كما قد يسبب الإصابة بإعتام عدسة العين. ينصح باختيار النظارات الشمسية التي توفر حماية 100% من أشعة الشمس فوق البنفسجية بنوعيها UVA وUVB، أو النظارات التي توفر حماية 100% من أشعة الشمس فوق البنفسجية UV 400. كما أن من الضروري أن يعتاد الأطفال على ارتداء النظارات الشمسية في مرحلة مبكرة، حيث أن الضرر التراكمي على مدى السنوات قد يعرضهم للإصابة بمشاكل عيون قد تهدد قدرة الإبصار لديهم.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم: توفر مجموعات الدعم فرص التواصل مع أشخاص آخرين يعانون من نفس المخاوف والمشاكل. كما تساعد هذه المجموعات في إيجاد حلول للمشاكل التي قد يواجهها المرضى والمتعلقة بقدرة الإبصار.

وأخيرًا، وعندما يتعلق الأمر بمشكلة اعتلال الشبكية المرتبط بالسكري، فإن التغذية السليمة وأسلوب الحياة الصحي هما ببساطة الركائز الأساسية للعلاج. ولا غنى عن الحمية الغذائية وممارسة التمارين الرياضية للمحافظة على مستويات السكر ضمن الحد المطلوب، وللمساهمة في تجنب الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل وذمة البقعة الصفراء أو نزيف الشبكية. وسيقوم أخصائي الغدد الصماء أو الرعاية الأولية المتابع لحالتكم الإرشاد اللازم لكم في هذه الحالات.
مع تمنياتي لكم بصحة جيدة!